أخبارمجتمعمنوعات

النجف تشهد ولادة أول طفل لبناني

إسرة نازحة تضع مولودها في أحد مستشفيات النجف

إسرة نازحة تضع مولودها في أحد مستشفيات محافظة النجف

النجف (العراق) (رويترز) – ما كادت لبانه إسماعيل تفر من قريتها في جنوب لبنان مع زوجها وطفليها إلا واقترب مخاضها.

وكانت تعاني من تورم الأوردة في رحمها وكانت بحاجة إلى إشراف طبي على الفور لتضع مولودها بأمان.

وبحثت الأسرة عن مستشفى في بيروت أو صيدا يستقبلها، لكن كل المستشفيات كانت تضيق بالجثث والجرحى.

وقالت لبانه “روحنا صوب صيدا، هونيك (هناك) روحنا (ذهبنا) على أساس أن نولد، مكانش فيه ولا مستشفى تستقبلني بالولادة كرمال الحالة اللي عندي باردة مش خطرة، مع أن الوضع اللي عندي كل شيء الدكتورة كتبت اياه في ورقة وكل شيء. وما كانوا يستقبلونا وقفلت في وجهنا. فقلنا بدل ما نرجع اليوم إن شاء الله نولد، فقلنا شو ها نعمل (ماذا سنفعل)؟ وآخر شيء هربنا على الجبل. على الجبل قعدنا بس يوم واحد، كمان ما في مستشفى تستقبل حالة الولادة حتى أجانا (استقبلنا) اتصال من الوالد أنه إذا بتيجوا على العراق وبتولد بالعراق”

ومن ثم استقلت الأسرة طائرة وسافرت إلى النجف. وفي المدينة التي شهدت حربا سابقة والتي تبعد ألف كيلومتر عن منزلها، أنجبت لبانه أخيرا طفلتها زهراء في صحة جيدة وفي أمن.

وسرد الأب فؤاد يوسف أحداث رحلة المخاطر التي خاضوها قائلا “أول مرة، أول فترة، نزلنا أول يوم بمدينة صور، نزلت غارة جنبنا مباشرة، قلنا لا لازم نروح على بيروت بتضل أفضل وأحسن، كمان نحن وماشيين على الطريق نزلت غارة جنبنا مباشرة طرطشت علينا. استهداف للمدنيين بوضوح. مدني مهجر ليش تستهدفه مش حرام؟ رجعنا وصلنا على بيروت ما قدرنا ننام من كتر القصف”.

وأضاف “في خلال اليومين اللي كنا مأجرين فيهم كنت عم باسعى أدخل زوجتي على المستشفى لأن حالتها خطرة، هي عندها حالة بولادتها صعبة تحتاج لإبر (حقن) وتحتاج لعناية معينة، وبلبنان من كتر الجرحى اللي صارت ومن كتر الشهداء اللي صاروا، المستشفيات بطل عندها (لم يعد لديها) قدرة استيعابية. هذا واحد من الأسباب اللي خلاني أجي على العراق”.

ونزح أكثر من مليون لبناني من منازلهم منذ أن كثفت إسرائيل غاراتها الجوية وأطلقت حملة برية في جنوب لبنان ضد جماعة حزب الله التي تضرب إسرائيل تضامنا مع الفلسطينيين.

وقال عمران رضا، منسق الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية في لبنان إن وتيرة النزوح منذ 23 سبتمبر أيلول تجاوزت أسوأ الاحتمالات وإن أضرارا بالغة لحقت بالبنية التحتية المدنية.

وتستقبل النجف ملايين الزوار الشيعة سنويا واعتادت التعامل مع الاحتياجات الطبية الطارئة للأجانب. وكابد العراقيون أكثر من عقدين من الحرب في وطنهم. لكن استقبال لاجئين من لبنان لم يكن متوقعا.

وقالت وزارة الداخلية العراقية إن نحو 5700 لبناني وصلوا حتى الآن.

وتشعر لبانه وفؤاد بالامتنان لأنهما وجدا مكانا آمنا للأسرة يستطيعان فيه استقبال مولودتهما. لكنهما يخشيان مستقبلا مجهولا.

وأعرب فؤاد عن هذه المخاوف قائلا “هاي اللي خايفين منه، هاي (هذه) الحرب، هذا الشيء اللي خايفين منه أن الحرب تطول كتير. لأن مصير أطفالنا وين؟ يعني إحنا كنا عم نجهز أطفالنا ليفوتوا على المدارس، ما في تعليم هلأ. هاي الطفلة الصغيرة؟ هل هنبقى هون؟ هل هنخرج؟ هل هنرجع وطننا أم لا؟ الانسان بالنهاية بده يشتغل في يوم من الأيام، كيف بده يلاقي شغل؟ كيف بده يؤمن حياة أطفاله”.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى